spy Admin
المساهمات : 26 تاريخ التسجيل : 31/08/2008
| موضوع: رباعيات الخيام (2) السبت نوفمبر 08, 2008 5:06 pm | |
| يا من يحار الفهم في قدرتك وتطلب النفس حمى طاعتك أسكرني الإثم و لكنني صحوت بالآمال في رحمتك
***
لم أشرب الخمر ابتغاء الطرب ولا دعتني قلة في الأدب لكن إحساسي نزاعا إلى إطلاق نفسي كان كل السبب
***
أفنيت عمري في اكتناه القضاء وكشف ما يحجبه في الخفاء فلم أجد أسراره وانقضى عمري وأحسست دبيب الفناء
***
أطال أهل الأنفس الباصرة تفكيرهم في ذاتك القادرة ولم تزل يا رب أفهامهم حيرى كهذي الأنجم الحائرة
***
لم يجن شيئا من حياتي الوجود ولن يضير الكون أني أبيد واحيرتي ما قال لي قائل ماذا اشتعال الروح كيف الخمود
***
إذا انطوى عيشي وحان الأجل وسد في وجهي باب الأمل قرّ حباب العمر في كأسه فصبها للموت ساقي الأزل
***
إن لم أكن أخلصت في طاعتك فإنني أطمع في رحمتك و إنما يشفع لي أنني قد عشت لا أشرك في وحدتك
***
يا رب هيئ سبب الرزق لي ولا تذقني منة المفضل وأبقني نشوان كيما أرى روحي نجت من دائها المعضل
***
أفنيت عمري في ارتقاب المنى ولم أذق في العيش طعم الهنا وإنني أشفق أن ينقضي عمري وما فارقت هذا العنا
***
لم يبرح الداء فؤادي العليل ولم أنل قصدي وحان الرحيل وفات عمري وأنا جاهل كتاب هذا الدهر جم الفصول
***
صفا لك اليوم ورقّ النسيم وجال في الأزهار دمع الغيوم ورجّع البلبل ألحانه يقول هيا اطرب وخل الهموم
*** الدرع لا تمنع سهم الأجل والمال لا يدفعه إن نزل وكل ما في عيشنا زائل لا شيء يبقى غير طيب العمل
***
الله يدري كل ما تضمر يعلم ما تخفي وما تظهر وإن خدعت الناس لم تستطع خداع من يطوي ومن ينشر
***
وإنما بالموت كل رهين فاطرب فما أنت من الخالدين واشرب ولا تحمل أسى فادحا وخلّ حمل الهم للاحقين
***
رأيت خزافا رحاه تدور يجدّ في صوغ دنان الخمور كأنه يخلط في طينها جمجمة الشاه بساق الفقير
***
تمتلك الناس الهوى والغرور وفتنة الغيد وسكنى القصور ولو تزال الحجب بانت لهم زخارف الدنيا وعقبى الأمور
*** إن الذي تأنس فيه الوفاء لا يحفظ الود وعهد الإخاء فعاشر الناس على ريبة منهم ولا تكثر من الأصدقاء
***
زاد الندى في الزهر حتى غدا منحنيا من حمل قطر الندى والكُم قد جمع أوراقه فظلّ في زهر الرّبى سيدا
***
وأسعد الخلق الذي يرزق وبابه دون الورى مغلق لا سيدٌ فيهم ولا خادم لهم ولكن وادع مطلق
***
قلبي في صدري أسير سجين تخجله عشرة ماء وطين وكم جرى عزمي بتحطيمه فكان ينهاني نداء اليقين
***
مصباح قلبي يستمدّ الضياء من طلعة الغيد ذوات البهاء لكنني مثل الفراش الذي يسعى الى النور وفيه الفناء
*** طبعي ائتناسي بالوجوه الحسان وديدني شرب عتاق الدنان فاجمع شتات الحظ وانعم بها من قبل أن تطويك كف الزمان
***
عاقب الأيام يدني الأجل ومرها يطويك طيّ السجل وسوف تفنى وهي في كرِّها فقضِّ ما تغنمه في جذل
***
لا تشغل البال بماضي الزمان ولا بآتي العيش قبل الأوان واغنم من الحاضر لذّاته فليس في طبع الليالي الأمان
***
قيل لدى الحشر يكون الحساب فيغضب الله الشديد العقاب وما انطوى الرحمن إلا على إنالة الخير ومنح الثواب
***
كان الذي صورني يعلم في الغيب ما أجني وما آثم فكيف يجزيني على أنني أجرمت والجرم قضا مبرم
*** هات اسقني كأس الطلى السلسل وغنني لحنا مع البلبل فإنما الإبريق في صبه يحكي خرير الماء في الجدول
***
الخمر في الكأس خيال ظريف وهي بجوف الدنّ روح لطيف أبعد ثقيل الظّل عن مجلسي فإنما للخمر ظل خفيف
***
باب نديمي ذو الثنايا الوضاح وبيننا زهر أنيق وراح وافتض من لؤلؤ أصدافها فافترّ في الآفاق ثغر الصباح
***
نار الهوى تمنع طيب المنام وراحة النفس ولذّ الطعام وفاتر الحب ضعيف اللظى منطفئ الشعلة خابي الضرام
***
القلب قد أضناه عشق الجمال والصدر قد ضاق بما لا يقال يا ربّ هل يرضيك هذا الضما والماء ينساب أمامي زلال
***
خلقتني يا ربّ ماء وطين وصغتني ما شئت عزّا وهون فما احتيالي والذي قد جرى كتبته يا ربّ فوق الجبين
***
ويا فؤادي تلك دنيا الخيال فلا تنؤ تحت الهموم الثقال وسلم الأمر فمحو الذي خطت يد المقدار أمر محال
***
وإنما نحن رخاخ القضاء ينقلنا في اللوح أنى يشاء وكل من يفرغ من دوره يلقى به في مستقر الفناء
***
رأيت صفا من دنان سرى ما بينها همس حديث جرى كأنها تسأل : أين الذي قد صاغنا أو باعنا أو شرى
***
سطا البلى فاغتال أهل القبور حتى غدوا فيها رفاتا نثير أين الطلى تتركني غائبا أجهل أمر العيش حتى النشور
***
إذا سقاني الموت كأس الحمام وضمكم بعدي مجال المدام فأفردوا لي موضعي واشربوا في ذكر من أضحى رهين الرجام
***
عن وجنة الأزهار شف النقاب وفي فؤادي راحة للشراب فلا تنم فالشمس لمّا يزل ضياؤها فوق الرّبى والهضاب
***
فكم على ظهر الثرى من نيام وكم من الثاوين تحت الرغام وأينما أرمي بعيني أرى مشيعا أو نهزة للحمام
***
يا ربّ في فهمك حار البشر وقصر العاجز والمقتدر تبعث نجواك وتبدو لهم وهم بلا سمع يعي أو بصر
***
بيني وبين النفس حرب سجال وأنت يا ربّي شديد المحال أنتظر العفو ولكنني خجلان من علمك سوء الفعال
***
شقت يد الفجر ستار الظلام فانهض وناولني صبوح المدام فكم تحيينا له طلعة ونحن لا نملك ردّ السلام ***
معاقرو الكأس وهم سادرون وقائمو الليل وهم ساجدون غرقى حيارى في بحار النهى والله صاح والورى غافلون
***
كنّا فصرنا قطرة في عباب عشنا وعدنا ذرة في التراب جئنا إلى الأرض ورحنا كما دب عليها النمل حينا وغاب
***
لا أفضح السر لعال ودون ولا أطيل القول حتى يبين حالي لا أقوى على شرحها وفي حنايا الصدر سري دفين
***
أولى بهذي الأعين الهاجدة أن تغتدي في أنسها ساهدة تنفس الصبح فقم قبل أن تحرمه أنفاسنا الهامدة
***
هل في مجال السكون شيء بديع أحلى من الكأس وزهر الربيع عجبت للخمّار هل يشتري بماله أحسن مما يبيع
***
هوى فؤادي في الطلى والحباب وشجو أذني في سماع الرباب إن يصغ الخزاف من طينتي كوبا فأترعها ببرد الشراب
***
يا مدعي الزهد أنا أكرم منك وعقلي ثملا أحكم تستنزف الخلق وما أستقي إلا دم الكرم فمن آثم؟
***
الخمر كالورد وكأس الشراب شفت فكانت مثل ورد مذاب كأنما البدر نثا ضوءه فكان حول الشمس منه نقاب
***
لا تحسبوا أني أخاف الزمان أو أرهب الموت إذا الموت حان الموت حق لست أخشى الردى وإنما أخشى فوات الأوان
***
| |
|